98عاما على ميلاده ومازالت زعامة ناصر الكاريزمية ظاهرة استثنائية رغم الاخفاقات
كتب محمد نصر بلدنا نيوز الاقتصادي
تمر غدا الأحد الذكرى الـ 98 لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، ورغم مرور ما يقرب من قرن على هذه المناسبة يظل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حالة متفردة تستحق الدراسة ، فالزعامة الكاريزمية التي تمتع بها جعلت منه زعيما خالدا للامة العربية و القارة الأفريقية ، حتى الآن على الرغم من مرور 46 عاما على رحيله ، و جنازته الأسطورية خير شاهد على مكانته فى القلوب، وعلى تأثيره فى الشعوب ، حيث حضرها ما يقرب من سبعة ملايين مشيع، يتقدمهم رؤساء الدول العربية و لفيف من الشخصيات العالمية .
مواقف عبد الناصر المصرية الحاسمة وشجاعته فى اتخاذ القرارات جعلت منه حالة استثنائية ، جيشه يهزم ويعلن مسئوليته عن النكسة في حرب 67 و تمتلئ الشوارع بالجماهير تسانده و تطالبه بعدم التنحى ، وعندما يلقي خطبه ، تلتف حول المذياع الملايين من المصريين و العرب لينصتوا إليه بكامل وعيهم و دعمهم لمؤازرته ، فعبد الناصر أحب المصريين و العرب و الأفارقة .. فأحبه الجميع وجعلوا منه زعيما وقائدا عروبيا أفريقيا .
وأيقظ جمال عبد الناصر الأمة العربية من غفلتها ، وساعد دولها ودول القارة السمراء على التحرر من الاحتلال متبنيا ، و داعما لحركات التحرر و الثورات ،و كان أحد أقطاب حركة عدم الانحياز في ظل صراع القطبيين الشرقي و الغربي ، وأحب ناصر الفقراء ووجه كل مشروعات التنمية للنهوض لخدمة الطبقة الفقيرة ، فأصدر قانون الإصلاح الزراعي و مجانية التعليم و أمم المصانع ، وأعاد لمصر عزتها و شموخها.
لم يقبل عبد الناصر الضغوط الغربية ، فقام بتأميم قناة السويس لتمويل السد العالي بعد رفض البنك الدولى للتمويل بضغوط غربية ، وخدم الإسلام و ساعد على نشره ، فهو أول من أمر بتسجيل القرأن صوتيا و إرسال بعثات من الأزهر لتعليم الإسلام في إفريقيا .
مواقف عبد الناصر التى تنم على شخصية الزعيم بما تحمله معنى الكلمة كثيرة ، ففي عام 1962 قامت جماعة الضغط الصهيونى بالولايات المتحدة الامريكية بالتأثير على نقابة عمال الشحن والتفريغ بميناء نيويورك ، ليقاطعوا شحن وتفريغ سفينة الشحن المصرية "كليوباترا" للضغط على مصر ، فظلت السفينة في الميناء دون شحن أو تفريغ ، فتوجه عبد الناصر على الفور إلى مبنى الإذاعة المصرية ، متحدثا لدقائق معدودة روى فيها بإيجاز ما حدث ، مطالبا فيها اتحاد عمال الموانئ العرب بالرد المناسب على هذا ، وفي موقف ينم عن الحب و الوعى و التضامن و الإخاء العربي ، تمت مقاطعة شحن وتفريغ ثمانين سفينة أمريكية راسية فى الموانئ العربية من طنجة حتى البصرة، ، مما اضطر الرئيس الامريكى السابق جون كيندى لأن يأمر الجيش الأمريكى بتفريغ وشحن السفينة المصرية ، أزمة لم تستغرق 36 ساعة تم إفشالها بطلب من عبد الناصر و استجابة سريعة وواعية من الشعب العربي.