السبت 27 أبريل 2024 01:57 صـ
بلدنا نيوز الاقتصادي

اقتصاد على مدار الساعة

  • بنك مصر
  • البنك الزراعي المصرى
  • المصرية أحمد مكى
  • مجموعة إى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية
  • وصلها -البريد
منوعات

قريتى سيدنا موسى والخضر بالفيوم تسقط من حسابات الدولة

بلدنا نيوز الاقتصادي

يعيش أهالى قريتي «سيدنا موسى والخضر »، بمحافظة الفيوم، حياة أشبه بزمن العصور الوسطى، بعدما سقطت من حسابات المسؤولين، فلا مياه شرب ولا كهرباء ولا صرف صحى ولا مواصلات، ولا مدرسة لتعليم الأطفال أو مستشفى لعلاج المرضى.

قرية « سيدنا موسى والخضر»تبتعد عن مدينة الفيوم بحوالي 130 كيلو متر، وتقع شمال غرب الفيوم،  بعد  بحيرتي  قارون والريان، وصحراء وادي الحيتان، وبالرغم من أنها يسكنها  حوالي 5 آلاف أسرة، أي ما يقرب من 30 ألف نسمة، إلا أن طريقها ممتلئ بقطاع الطرق، والبلطجية الذين يسطون على المارة ويسرقون ما معهم تحت تهديد الأسلحة في وضح النهار، دون رقيب، وذلك بسبب بعد تلك المنطقة عن المدينة، ووجودها في عمق الصحراء، وتقترب من الحدود الغربية المصرية مع ليبيا، ويقطن بالقرية عددا من النازحين من الصعيد..إنها قرية سيدنا موسي وسيدنا الخضر.

«بلدنا نيوز» التقت عددا من أهالى القرية، منهم عمال يحملون الجراكن فى محاولة بائسة للبحث عن مياه شرب لدى إحدى الشركات الزراعية الخاصة، التى أدخلت مياه الشرب بمقرها، وأطفال لا حول لهم ولا قوة حرموا من التعليم بسبب شدة الفقر وعدم توافر مدرسة بالقرية، وحينما يأتى الليل بظلامه الدامس وعتمته الموحشة يعترى الصغار شعور بالرعب فيختبئون بمساكنهم البسيطة، التى هى عبارة عن عشش صغيرة تنهار داخلها أحلامهم أملاً فى حياة أفضل.

 وأضاف: «نحن نعيش حياة غير آدمية، ففى الوقت الذى توجد فيه أكثر من 150 مزرعة يعمل بكل واحدة نحو 5 عمال، إلا أن القرية ليس بها مرفق نقل واحد يساعد أهالى القرية، حتى على جلب أطعمتهم من المدن المجاورة، نريد أن يتعامل معنا المسؤولون برحمة ويعتبروننا بنى آدمين نستحق الحياة والخدمات».

ويتساءل هانى عبدالجيد، من سكان القرية، باستنكار: هل يصدق أحد أن قرية ليس بها وحدة صحية لرعاية المواطنين؟ فإذا أصيب أحدنا بنزلات برد يضطر لقطع مسافة 50 كيلومترا ليصل إلى أقرب مدينة، ولدينا عامل بمزرعتنا مصاب بمرض السكر لا يأخذ حقن الأنسولين بانتظام بسبب عدم وجود ثلاجة لحفظها، فأهالى القرية ليس لديهم أجهزة كهربائية، وتغسل النساء بشكل يدوى بلا غسالة كهربائية بسبب حرماننا من الكهرباء، ونساؤنا يطهين على الحطب، فأسطوانة البوتاجاز غير موجودة، لأن الحصول عليها يكلفنا 50 جنيها، علاوة على إيجار السيارة الذى يتجاوز 3 أضعاف سعرها، ونعيش فى عزلة تامة.

والقرية محرومة من مدرسة، فيضطر الأهالى لإرسال أبنائهم إلى مدارس فى مدن تبعد عشرات الكيلو مترات، فيما اضطر آخرون لحرمان أبنائهم من التعليم.

 أبوالعزايم سليم، أحد أهالى القرية، أتى من صعيد مصر للاستثمار فى قطعة أرض اشتراها بالقرية، يروى معاناته ورفاقه بالقرية: قائلاً: «تمنيت كغيرى شراء أرض هناك، وكانت صدمتى الكبرى أنه ليس بها مظاهر تنمية، فهى محرومة من التعليم وليس بها مدرسة واحدة، أو مخبز أو وحدة صحية أو جمعية زراعية لصرف الأسمدة، لا مرافق ولا شىء يساعدنا على العيش فيها.

ويضيف: «تورطت فى الأرض لأنى أنفقت كل ما أملك فيها، ولا يمكننى العودة لبلدى هرباً من حياة الحرمان التى نعيشها. وحتى الآن لم يتم إدخال خطوط مياه شرب بالمنطقة، ما دفع بعض أصحاب الأراضى والشركات إلى تركيب عدادات وإدخال مياه الشرب لشركتهم، كما يبيعون المياه بأسعار سياحية بـ6 جنيهات للمتر المكعب، فكيف يستطيع المواطن البسيط الحصول على كوب مياه شرب، ونضطر كثيرا لتأجير سيارة بـ150 جنيها لجلب المياه  

وتابع: أبسط حاجة رغيف الخبز لا نجده، والعمال خاصة المغتربين منهم محرومون منه تماما رغم إرسال أسمائهم إلى مديرية التموين منذ 3 أشهر دون إنهاء إجراءات بطاقاتهم، ما جعلهم يلجأون لشراء رغيف الخبز بـ50 قرشا، ولأننا مللنا المعاناة نطالب بالاهتمام بقريتنا، وأن تكون جاذبة للمستثمرين والمواطنين وليست طاردة لهم.

يقول محمد عبدالعال، عامل بإحدى المزارع: «جئت من محافظة الأقصر لأعمل بإحدى مزارع المنطقة، لكننى وجدت العيشة بها غير لائقة للبشر، فنحن نضطر لشرب المياه من ترعة الرى دون تحلية، ما تسبب فى إصابة العديد من العمال وأهالى القرية بأمراض الكلى وغيرها فالمياه غير صالحة للشرب.

ولعدم توفر الخبز المدعم، فإن الفرد منا يضطر لشراء خبز بـ15 جنيها يوميا، رغم أن يومية الفرد فينا لا تتجاوز 50 جنيها، وليست هناك وسيلة مواصلات تنقلنا إلى المدينة فنضطر لتأجير سيارة بـ200 جنيه.

الشهادة الثلاثية بنك التعمير والإسكان بنك القاهرة 1
سيدنا موسى الخضر الفيوم حسابات الدولة
تحويل الأرقام
efinance