تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم السبت عددا من الموضوعات التي تهم الشأن المحلي.
ففي مقاله (على بركة الله) بصحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب فهمي عنبه رئيس تحرير الصحيفة إن الحكومة تأخرت كثيرا في مراقبة التجار وضبط الأسواق مما أتاح الفرصة لهم للتربح على حساب قوت الشعب منذ بدء تحرير سعر الصرف.

وأضاف الكاتب "أخيرا.. بدأت وزارة التموين وأسواق الجملة في إعلان أسعار استرشادية للخضر والفاكهة ليتعرف المواطن على حدود الأسعار ولا يشتري بأغلى كثيرا من الأسعار المعلنة والتي من المفترض أن تضع حدا للجشع والمغالاة وتعيد الانضباط للأسواق.
وتابع أن المواطنين اكتووا بنار الغلاء الفاحش بعد أن استغل البعض تعويم الجنيه وقاموا بجني الأرباح الخيالية خاصة في السلع المستوردة التي كانت موجودة لديهم بالمخازن لكنهم ضاعفوا ثمنها 3 و4 مرات دون مراعاة للبسطاء أو إحساس بالمسئولية تجاه الغلابة.
وطالب الكاتب جهاز حماية المستهلك أن يقوم بدوره في متابعة التجار الذين يضعون أسعارا أعلى بكثير من التسعيرة الاسترشادية فما الداعي لأن يباع كيلو البصل بـ7 أو 8 جنيهات بينما الفلاح في الحقل لا يأخذ فيه أكثر من 75 قرشا وسعره الاسترشادي وفقا لوزارة التموين أو سوق الجملة بالعبور يتراوح ما بين 2 و 50ر2 جنيه ويقاس على ذلك باقي الخضر والفواكه.
وقال "إننا نمر بفترة صعبة للغاية على جميع المصريين وخاصة البسطاء ومحدودي الدخل الذين يعانون بشدة.. لكنهم صابرون على أمل تحسن الأوضاع واستقرار الأسواق وانتعاش الاقتصاد بعد تخلصه من التشوهات التي كانت تنهش في موازنة الدولة".
وأضاف "أنه لكي تنتهي هذه الفترة الانتقالية في أقل وقت وبأقل خسائر.. على الحكومة تشديد القبضة على الأسواق وعدم السماح باستغلال المواطنين.. والسير في طريق البناء والإنتاج وتحسين مناخ الاستثمار وتنويع مصادر الدخل القومي والعملة الصعبة بأفكار مبتكرة ورؤية جديدة".
وفي عموده بصحيفة (الأهرام)، قال الكاتب مرسي عطا الله إن أعظم ما في الشريعة الإسلامية أنها تبيح لكل إنسان أن يدعو إلى رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادل بالتي هى أحسن.
وأعرب الكاتب عن دهشته من صياغة وروح البيان الصادر عن هيئة كبار علماء الأزهر بشأن قضية "الطلاق الشفهي" لأن البيان حوى غمزا ولمزا لا يجوز وتضمن ما يمكن اعتباره تحريضا ضد الدولة بالخروج عن أصل القضية محل الجدل والخلاف والولوج إلى ما يعتبر شحنا للمشاعر ضد الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف أنه وكل مصري نكن كل التقدير والاحترام لمقام الأزهر الشريف ولكننا لم نعتد منه على هذا الخلط بين الحق المطلق للأزهر في أن يبدى رأيه الشرعي في أي قضية يثور بشأنها اختلاف بين المسلمين وبين الذهاب إلى ما يمكن اعتباره نوعا من المكايدة السياسية مع الدولة.
وأكد أنه ينبغي أن أؤكد أنني أساند الأزهر المستنير الداعم للدولة والاستقرار ولا أتفق مع تيار بعينه يسيطر على توجهات الهيئة مما يجدد التساؤلات حول دوافع إعادة إحيائها عام 2012 في ظل حكم الجماعة وإنهاء دور مجمع البحوث الإسلامية تماما !.
وقال الكاتب إنه من المستغرب أن تصدر عن هيئة كبار العلماء في الأزهر عبارة تحمل دلالات الرغبة في صنع أزمة بدلا من تصدير عبارة متزنة تستهدف تضييق المسافات بين من ينادون بتقنين الطلاق ومن يعارضون ذلك.. والعبارة هى: "ليس الناس الآن في حاجة إلى تغيير أحكام الطلاق بقدر ما هم في حاجة إلى البحث عن وسائل تيسر سبل العيش الكريم.. وظاهرة شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق والعلاج الصحيح يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكل أنواعها".
كما أكد أنه ليس لمثله أن يجادل علماء أفاضل مثلكم ممن لهم كل الاحترام والتقدير ولكنني فقط أقول إنني تعلمت منكم أن الإسلام الصحيح كان أول داعية لنبذ كل ما لا يقبله العقل وأول محرض على التفكير في كل شيء وعرضه على العقل فإن آمن به العقل كان محل إيمان وإن كفر به كان محل كفران!.
وفي مقاله بصحيفة (أخبار اليوم)، قال الكاتب صابر شوكت إن الواقع المؤلم اليوم إن طريق التكفير أصبح مفروشا بالورود لمشايخ الإرهاب الذين تستخدمهم أجهزة استخبارات عالمية لتجنيد الملايين من الشباب الطاهر البريء على مستوى العالم كله ليصيروا قنابل انتحارية لحساب "داعش".
وأضاف الكاتب أن ما يجري اليوم مأساة أصبح يعيشها شباب الأمة بالعالم كله بعد أن كان منذ ربع قرن محصورا داخل مصر فقط حيث كان خطأ أمنيا وسياسيا خطيرا تسبب في ظهور وغرس أول بذور التكفير.. ورعايتها حتى صارت سرا شجرة شيطانية لها فروع بجميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه منذ ربع قرن عندما كنت أعيش مكفراتي متنقلا بين ١١ جماعة تكفيرية كنا نجند الشباب بالأسواق ودور العبادة ولكن اليوم كما

أعلن الشيخ أسامة الأزهري مستشار الرئيس السيسي أن جماعات التكفير لديها ٦٠ ألف صفحة تكفيرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الكاتب أنه إذا وضعنا في الاعتبار أن الدعوة للتكفير لم تتغير منذ تأسيسها في مصر وهى استغلال خطايا المجتمع وفساد الأنظمة الحاكمة ندرك خطورة ترك شبابنا فريسة ليتم تجنيدهم بهذه الجماعات فالظروف اليوم أكثر قسوة على الشباب البريء منذ ربع قرن وقتها كنا ندعو بالأسواق والمساجد ونستغل غباء النظام وقتئذ عندما جعل راقصة مشهورة بفجورها.. وفنانا مشهورا بشذوذه الخطير وغيرهما يتبارون على شاشات تليفزيون مصر لقيادة معركة الشعب في مواجهة الإرهاب الدموي.
وقال كان المجتمع يعاني الإرهاب.. وينفي في نفس الوقت عن رموز مشبوهة بالفن تواجه هذا الإرهاب..ونحن اليوم نقع في نفس الخطأ.. وكان منذ ربع قرن الواقع في مصر والأنظمة العربية مخزيا بسبب حرب تحرير الكويت من غزو صدام حسين وتفشي تعذيب الأبرياء بأقسام الشرطة وتفشي الفساد بالمجتمع كله.
وأكد أن كل هذه الأمور كان يجمعها شيخ الجماعة التكفيرية "في جرعة واحدة" ندعو بها الشباب والفساد بالأسواق.. فنعود بنهاية اليوم بصيد ثمين من الشباب البريء.. الذي اقتنع بتكفير العالم ونبدأ في غسل رؤوسهم ليتحولوا لقنابل بشرية.