تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الاربعاء عددا من الموضوعات التى تهم الرأى العام وعلى رأسها الغلاء والتضخم فى تعداد السكان .

ففى صحيفة الأهرم، قال الكاتب مكرم محمد أحمد فى مقاله نقطة نور والذى جاء تحت عنوان " الغلاء والتضخم فى تعداد السكان"إن غير مهمة التعداد العام الذى يجرى فى مصر مرة كل 10 سنوات، يضطلع الجهاز المركزى للتعئبة والإحصاء بمهام آخرى عديدة أخطرها ما يتعلق بقضية (التعبئة)،التى تعنى باختصار حصر وعد كل قدرات مصر وإمكاناتها فى إطار خطة استدعاء شاملة ذات ابعاد استراتيجية، تخدم الدفاع عن أمن مصر فى زمن الحرب وتخدم جهود التنمية الشاملة فى السلم.

وأضاف "لكن ثمة مهام أخرى تتعلق بقياس نقاط الضعف والقوة فى المجتمع تلزم جهاز الإحصاء بإصدار تقارير دقيقة على نحو دوري، تقيس معدل الفقر مرة كل عامين ومعدلات التضخم مرة كل ثلاثة أشهر ومعدلات العمالة والصناعة مرة كل شهرين ومعدلات السياحة التى حققت زيادة مهمة جاوزت نصف مليون سائح فى الشهور الثلاثة الأخيرة، ومن بين هذه التقارير العديدة تحتل تقارير التضخم والفقر أولوية مهمة تتطلب المزيد من دقة القياس.

وأوضح مكرم أن قياس معدلات التضخم يتطلب رصد حجم التغيير الذى طرأ على أسعار ألف سلعة و25 خدمة تهم المستهلك، تشمل أسعار الدواجن واللحوم والألبان والخضر والفاكهة والخبز والحبوب، يتم جمعها من 15ألف مصدر فى ريف مصر وحضرها كى يمكن حساب نسبة التضخم بدقة بالغة تكشف عن زياة أسعار السلع والخدمات وعلاقاتها بمستويات الدخول.

وأشار إلى أن مؤشرات التضخم التى جاوزت لاول مرة نسبة 27% تؤكد ان نسب التغيير فى اسعار السلع تبلغ ذروتها فى اسعار الطعام والشراب التى تصل نسبة ارتفاعها إلى حدود 37% يليها الرعاية الصحية بنسبة 32% وخدمات النقل والمواصلات بنسبة 25% والتعليم بنسبة 12%.

وأوضح الكاتب أنه فى قضية الفقر تقول المؤشرات الإحصائية إن نسب الفقر ارتفعت خلال العقدين الاخيرين من حدود 16%إلى حدود 27.8% فى إطار تعريف واضح يحدد مفهوم الفقر فى كل (من يفتقد قدرة الانفاق على حاجاته الاساسية التى تشمل الاكل والشراب والمأوي) وتبلغ قيمتها فى حساب جهاز الاحصاء الآن 482جنيها للفرد..، وما من شك ان ارتفاع عدد الفقراء فى مصر ليصل إلى حدود 30مليون مصرى يشكل مؤشرا خطيرا يضع قضية الفقر على رأس اولويات المجتمع المصرى بعد ان بات خطرا على أمن المجتمع واستقراره، ويتطلب مضاعفة جهود الدولة والمجتمع المدنى من اجل حصاره وتخفيف ضغوطه والسعى إلى تصفيته من خلال خطة شاملة ترفع معدلات التنمية إلى ما يجاوز ثلاثة أضعاف معدل النمو السكانى على الاقل وتضمن حسن توزيع ثمار التنمية كى تصل إلى الفئات الاقل قدرة.

وفى صحيفة الأخبار ، قال الكاتب محمد بركات فى مقاله دون تردد واذى جاء تحت عنوان "محافظ كفر الشيخ وملتقي توظيف الشباب " أن تقوم محافظة من المحافظات بتنظيم وإقامة ملتقي أو مؤتمر لتوظيف الشباب، فهذا إجراء جيد وتحرك إيجابي يستحق الإشادة والدعم والتأييد من الجميع، وخاصة وسائل الاعلام،..، لأنه يعطي إشارة واضحة علي أن المسئول بهذه المحافظة يعايش الواقع ويقرأ ما فيه من قضايا حالة ومشاكل حادة، ويحاول البحث عن حلول لها.

وأضاف أن هذا ما فعله محافظ كفر الشيخ اللواء السيد نصر، عندما نظم وأقام الملتقي الأول لتوظيف الشباب في المحافظة، ودعا فيه شركات القطاع الخاص وأصحاب المشروعات والأعمال بالمحافظة وجوارها للمشاركة في الملتقي والاعلان عن فرص العمل التي يحتاجون اليها في مشروعاتهم، وإتاحتها للشباب طبقا للتخصصات المختلفة.

ورأى الكاتب أن الفكرة جيدة بالفعل ويجب الاشادة ، والدعوة لتبنيها وتكرارها في بقية المحافظات، ومن الضروري تشجيع أصحاب المصانع والشركات وجهات العمل في القطاع الخاص بكل المحافظات، علي المشاركة في مثل هذه المؤتمرات ودعوة كل المحافظين علي اقامة مثل هذه الملتقيات في محافظاتهم، للمساهمة في مواجهة غول البطالة الذي يهدد آمال وطموحات الشباب، ويبدد طاقاتهم ويقتل طموحاتهم.

واختتم الكاتب قائلا " الفكرة جيدة،ولكن التنفيذ يحتاج الي مزيد من الدقة والانضباط، ولتجنب الزحام والتكدس يتم الاعلان عن فرص العمل المتاحة والتخصصات المطلوبة، وتلقي طلبات الشباب لشغلها عن طريق الوسائط الالكترونية علي الموقع الخاص بالمحافظة، والاعلان عن ذلك في كل مراكز وقري ومدن المحافظة.

وفى صحيفة الجمهورية ، قال الكاتب فهمى عنبه فى مقاله "علي بركة الله" والذى جاء تحت عنوان "وجبات المدارس .. وتسمم التلاميذ " إن الوجبات المدرسية تحولت إلي "بعبع" لأولياء الأمور والتلاميذ بعد تكرار حوادث التسمم في عدة محافظات ، ومن المفترض أن هذه الوجبات التي يتم توزيعها علي الطلاب تساعدهم علي استكمال اليوم الدراسي وتعوض نقص العناصر الأساسية في الغذاء خاصة الحديد والفيتامينات وانقاذهم من الانيميا والهُزال.. ولكنها للأسف تحولت في بعض المدارس إلي أزمة وتصيب التلاميذ بالأمراض بدلاً من حمايتهم منها.. وتنشر القيء والاسهال وارتفاع درجة الحرارة بينهم بسرعة كبيرة.

وأضاف أنه لم يتم التوصل حتي الآن إلي سبب تسمم التلاميذ وهل العيب في الوجبة نفسها وعدم التزام الموردين بالمواصفات.. أم أن التخزين السييء وراء فساد الطعام المقدم.. فهل هو فساد ذمم ممن يتسلمون الوجبات أم أن الأكل هو الفاسد؟.

وأوضح الكاتب أنه لا يمكن أن تتقبل عقول المواطنين.. فكرة أن إصابة التلاميذ بالتسمم يأتي بالايحاء.. أي أن أحدهم يشاهد زميله وقد بدت عليه أعراض القيء والحرارة.. فيصاب فوراً بنفس الأعراض عن طريق الوهم وربما تناسخ الأرواح أو "التلبثي" توارد الأفكار والخواطر والأحاسيس.. فقد يكون ذلك ممكناً مرة ولكن التكرار في مدارس وفي محافظات مختلفة يدحض هذه الافتراضية التي لا تقنع الصغار قبل الكبار!!

وأشار إلى أنه في الأسبوع الماضي أصيب المئات في مدارس نجع الصوامعة وأخميم بسوهاج بآلام في البطن وغثيان عقب تناول الوجبة التي يتم توزيعها عليهم.. ثم انتشر الأمر في المركز والعديد من المدارس في ساقلتة خلال ساعات ووصل عدد المصابين لأكثر من 3 آلاف تلميذ.. وكان نفس الحادث قد وقع في مركز طما قبل 10 أيام مما أثار فزع الأهالي.

ولفت الكاتب إلى أن السيناريو تكرر أمس في مدارس مركز الباجور بالمنوفية وأصيب 95 تلميذاً بأعراض التسمم بعد تناول الوجبات بقري الخضرة والاطارشة والعرب وانتقلت أكثر من 40 سيارة اسعاف لنقل المصابين للمستشفيات وعلاجهم مما أعاد للأذهان أحداث سوهاج التي لم يتم التوصل إلي الحقيقة هل الوجبات فاسدة أم من يتسلمونها يتلاعبون أم المسألة مجرد وهم ولعب عيال؟!

واختتم الكاتب مقاله قائلا "إنه من المستحيل ترك مصير صحة تلاميذ المدارس لمن يتلاعبون بها.. ولابد من سرعة التحقيق ونشر النتائج ومعاقبة المتسببين والمقصرين.. خاصة وأن الوقائع تتكرر ولا تقتصر علي مدارس أو محافظات بعينها.