الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:17 صـ
بلدنا نيوز الاقتصادي

اقتصاد على مدار الساعة

  • بنك مصر
  • البنك الزراعي المصرى
  • المصرية أحمد مكى
  • مجموعة إى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية
  • وصلها -البريد
ميكروسكوب

الأجواء تمتلئ بروائح رمضان والغلاء يفشل فى حجب خصوصيات ومكانة الشهر فى النفوس

أجواء رمضان بالقاهرة
أجواء رمضان بالقاهرة

ساعات قليلة ويستقبل المصريون شهر رمضان الكريم، فقد استعد شعبان للرحيل ولملم أوراقه، كما استعد الجميع لاستقبال الشهر الفضيل بفرحه قفزت على كافة المصاعب والمشكلات والمتاعب التى خلفتها وتخلفها زيادة الاسعار، وفشلت موجة الغلاء فى حجب خصوصيات ومكانة هذا الشهر الكريم فى نفوس المصريين، فلم تكسر فرحتهم بقدومه والاستمتاع به، فالأسر المصرية هى من تجيد التأقلم مع الازمات ومواجهة ارتفاع الاسعار ببدائل أخرى تحمل نفس القيمة والفائدة.

وطغت أغانى رمضان من التراث القديم واستقطبت المستمعين، وزينت التهانى المتبادلة عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، فملأت الأجواء بروائح رمضان مع اقتراب قدومه بكل ما تحمله من روحانيات وطلب للعفو والمغفرة وعلو يسموا فوق المشاكل، فهذا الضيف العزيز على قلوب المسلمين عامة والمصريين خاصة لا يأتى سوى مرة واحدة فى العام، وفيه شرع الله الصيام وهو سنة كونية وحكمته أن يشعر الغنى بالفقير ويحنو عليه، وفيه نزل القرآن وتفتح الجنة أبوابها، وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين، وفيه ليلة عظيمة القدر خير من الف شهر، حيث تعتبر أكثر ليلة مقدسة فى العام كله.

وليلة قدوم غرة رمضان يستقبلها المسلمون بأول صلاة للتراويح حيث هم الجميع البحث عن الايمان والتقرب إلى الله، وكعادة أهل الخير فى مثل هذا الوقت من العام تتفجر ينابيع الخير والعطاء من بين إيديهم، وتحدث حالة من التكافل الاجتماعى غير مسبوقة فى أى وقت من العام، بإخراج زكاة المال، وزكاة رمضان التى تجب منذ اليوم الأول فى الشهر، وتوزيع شنط رمضان، وإقامة خيمات وموائد الرحمن التى بدأ العمل فيها قبل رمضان بعدة أيام لتكون جاهزة لاستقبال ضيوفها من الصائمين مع أول أيام شهر رمضان الكريم حيث تقام الخيام القماشية مستندة على أوتار من الخشب، ويتم تصميمها بحيث تسمح بالتهوية وتمنع المارة من رؤية روادها، وقد حجز أصحابها وجمعيات الخير كميات كبيرة من الأرز والسلع الغذائية من التجار مباشرة للوفاء باحتياجات جميع المترددين عليها.

ويختلف رمضان هذا العام عن الأعوام السابقة حيث فرضت الظروف الاقتصادية وطفرات الأسعار الأخيرة الترشيد على ربات البيوت باعتباره اتجاه إجبارى لهن فى رمضان حتى يمر الشهر الكريم بلا أزمات مالية، فتوارت مظاهر البذخ والاسراف والعزومات المبالغ فيها، واختلف الوضع وحجمت معدلات الاستهلاك المفرط للاسر فى رمضان عن باقى الشهور، واستغنى المستهلكون عن السلع الترفيهية التى يمكن الاستغناء عنها نهائيا كالياميش، وتم استبدالها بسلع بأخرى أقل سعرا، وزاد الاقبال على شراء البلح باعتباره سيد الموقف فى افطار رمضان.

تدابير اتخذتها الدولة لمكافحة استغلال التجار لموجات غلاء الاسعار، وأطفأتها بافتتاح الدولة لـ ١٢٢معرضا فى جميع المحافظات تحت شعار (أهلا رمضان)، مستهدفة التخفيف عن المواطنين حتى لا يقتل الغلاء فرحتهم، فجاءت تلك المعارض بارقة أمل للمواطنين، وشهدت اقبالا كبيرا من محدودى الدخل فى ظل ارتفاع اسعار السلع، حيث ضمت مستلزمات الشهر الكريم والسلع الغذائية الاساسية والاكثر استهلاكا، إلى جانب قوافل سلعية متحركة، ومنافذ القوات المسلحة، وسيارات المجمعات الاستهلاكية التى تتنقل الى المناطق النائية التى لاتصل اليها فروعها.

ورغم اختلاف عادات المسلمين في شهر رمضان باختلاف الدولة التى ينتمون اليها وتأثرها بالخلفية الثقافية التى تلقى ظلالها على أجواء الاحتفال، إلا أن مصر كانت وستظل المتميزة بأجواء أيام وليالى رمضان وسهراته، ومظاهر رمضان بالقاهرة بدأت مبكرا وبدى الفانوس المصرى متفوقا فى أشكاله وأحجامة، وتدلى في الشوارع والأزقة، وما زال قدوم المسحراتى أحد طقوس هذا الشهر فى الاحياء الشعبية، حيث يقرع طبلته لايقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور، مرددا اسماء الأطفال القاطنين فيها لتشجيعهم على الصيام.

وفي الغالب يبدأ المصريون إفطارهم بتمرات اقضاء بسنة رسول الله، ثم بتناول الحساء، و يختلف الإفطار من عائلة لأخرى، البعض يتناولونه بعد أداء صلاة المغرب، والبعض يحرص على أن يكون الفول المدمس ضيفا دائما على مائدتى السحور أو الإفطار، وعادة ما تكون الحلويات من الكنافة والبقلاوة والقطايف، فيما يحتل الخشاف منزلة هامة بين الأصناف التي تعتمد على البلح كمشروب ومأكل محبب للجميع.

ومدفع الأفطار ظاهرة رمضانية مصرية، وواحدة من أهم ما يميزه دون سائر الدول الاسلامية، حيث يتم إطلاق الذخيرة الحية مرتين يوميا فى وقت الإفطار والسحور، ولم يتوقف هذا التقليد منذ عهد والى مصر (محمد على) حتى الآن إلا خلال فترات الحروب العالمية، ويستقر المدفع حاليا فوق هضبة المقطم وهى منطقة قريبة من القلعة، بالإضافة إلى مدافع أخرى تم وضعها في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية.

الشهادة الثلاثية بنك التعمير والإسكان بنك القاهرة 1
رمضان الغلاء خصوصيات أجواء رمضان
تحويل الأرقام
efinance