اليوم الذكرى السنوية السادسة لرحيل " ثالث" دنجوانات السينما المصرية مع الفنان رُشدى آباظة و أحمد رمزى فى آواخر خمسينيات و آوائل ستينيات القرن الماضى الفنان الكبير و القدير " محمد كمال الشناوى " الشهير بكمال الشناوى ,, ولد الراحل فى مدينة " ملكال " بالسودان و الذى كانت أنذاك مع مصر تُشكلان دولة واحدة تُسمى بالمملكة المصرية

,, توفت والدته و هو دون السادسة من عُمره و إنتقل إلى العيش فى مصر مع والده فى مدينة المنصورة ثم إنتقلا إلى القاهرة و إستقرا فى حى السيدة زينب ,, تخرج من كلية التربية الفنية جامعة حلوان ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية ثم عمل مُدرساً للرسم .

 تمتع الراحل بموهبة فنية منذ طفولته حيث قدم أول أدواره و هو لا يزال طالباً بالمرحلة الإبتدائية من خلال فرقه " المنصورة المسرحية " كما كان عاشقاً للفن التشكيلى و التصوير إلى جانب الغناء ,, قدم أول تجاربه الحقيقية من خلال دور البطولة فى إحدى المسرحيات الجامعية بعدما إختاره الفنان " زكى طليمات " الذى أثنى على أدائه و شجعه على الإستمرار فى التمثيل ,, فى عام 1948م .

مثل أول أفلامه " غنى حرب " من إخراج نيازى مصطفى كما قام بتقديم فيلمين فى نفس العام تحت عنوان “ حمامة السلام ” من إخراج حلمى رفله و ” عدالة السماء ” من إخراج أحمد كامل مرسى و شاركته الفنانة شادية بطولة الفيلمين لتبدأ بينهما رحلة فنية بعد أن شكلا “ دويتو” أعجب به الجمهور,, فى عام 1965م أخرج فيلم " تنابله السلطان " و هو الفيلم الوحيد الذى أخرجه و لم يُعاود الإخراج من بعده أبداً لشدة النقد الذى ناله الفيلم من قِبل النُقاد آنذاك ! ,, قدم الشناوى العديد من الأدوار على مَدى عطائه الفنى و التى تنوعت من الخير للشر و الدراما و الكوميديا فى أكثر من 272 فيلماً قدمهم طوال حياته ,,  تميز الراحل فى دور الفتى الوسيم الذى تقع فى غرامه الفتيات مما جعل من حوله يطلقون عليه لقب “ دون جوان ” نظراً لوسامته و تمتعه بحضور لافت و جذاب على الشاشة كما أبدع فى كُل أدوارة بلاإستثناء ففى أدوار الحب و الخير يبعث لك الإحساس برقة حُبه و إهتمامه بمحبوته لإبداعه فى صدق التعبير الذى تميز به و فى أدوار الشر مثل ضابط أمن الدولة بالكرنك و غيره من الأفلام فتجدهُ يُعطى شكلاً للشر الكامن المُختفى وراء طباع هادئة ! ,, شارك الشناوى فى العديد من الثنائيات الناجحة التى تركت الكثير من الأعمال التى لاتُنسى فقد قدم ثنائياً مع " إسماعيل يس " و مع " فاتن حمامة " و مع " شادية " و كان آخر أعماله فيلم ظاظا عام 2006م بالإضافة لأفلام أخرى مثل " جحيم تحت الأرض " و " رجل له ماضى " و " الواد محروس بتاع الوزير " و " ضربة جزاء " و " الصاغة " و " لحم رخيص " و " الشطار " و " 131 أشغال " و " الثعالب " و " زوجتى و الذئب " و " مهمة فى تل ابيب " و " الشيطان يقدم حلا " و " الإرهاب و الكباب " و " العجوز و البلطجى " و " شوادر "  و " الجبلاوى " و " الدكتورة منال ترقص " و " العقرب " و " الوحل " و " موت سميرة " و " المُذنبون " و " إنهيار " و " العوامة 70 " و " السطوح " و " بديعة مصابنى " و " بيت الطالبات " و " الرجل الذى فقد ظله " و " الأضواء " و " الليالى الدافئة " و " اللص و الكلاب " و " دمى و دموعى و إبتسامتى " و " تنابلة السُلطان " و " المُستحيل " و " على ضفاف النيل " و " حُب و عذاب " و " الرجل الآخر " و " الوفاء العظيم " و " تحت سماء المدينة " ,, كما قام الراحل بتقديم عدة مُسلسلات للتليفزيون مثل " لقاء السحاب " و " آخر المشوار " و " لدواعى أمنية " و " هند و الدكتور نُعمان " و " أولاد حضرة الناظر " و " نار و دُخان " و " أبرياء فى قفص الإتهام " و " زينب و العرش " و " السمان و الخريف " و " على عليوة " و " الأصابع الرهيبة " ,, كما قام بتقديم مُسلسلين إذاعيين هُما " إبتسمت الدموع " و " القيثارة الحزينة " ,, نال الشناوى فى مشوار حياته الفنية العديد من الجوائز كان أشهرها " جائزة شرف من مهرجان المركز الكاثوليكى فى عام 1960م " و " جائزة الإمتياز فى التمثيل من مهرجان جمعية الفيلم فى 1992م " كما حصل على المركز الثالث فى إستفتاء أحسن مائة فيلم مصرى الذى أجراه مهرجان القاهرة السينمائى فى عام 1996م بمناسبة مئوية السينما المصرية ,, تزوج الشناوى ثلاث مرات كانت الزوجة الأولى هى السيدة " عفاف شاكر " شقيقة الفنانة " شادية " و لم يستمر الزواج كثيراً حيث إنفصلا بعد شهرٌ واحد ٌفقط ! أما الزوجة الثانية فكانت الراقصة  " هاجر حمدى " بعد أن إتفق معها على الزواج مُقابل إعتزال مهنة الرقص فوافقت على الفور و إستمر الزواج عِدة سنوات و رزق منها بأبنه محمد إلا أنهما إنفصلا فى هدوء تام بسبب الغيرة الشديدة منها تجاههُ !

و كانت ممثلة الإغراء " ناهد شريف " هى الزوجة الثالثة و الأخيرة فى حياة الشناوى و كان هذا الزواج " عرفى " إستمر 4 سنوات من عام 1968م إلى عام 1972م ثُم حدث الطلاق البائن ! ,, و فى يوم الاثنين 22 أغسطس 2011م الموافق 22 رمضان من عام 1432هـ توفى الفنان الكبير عن عُمرٍ ناهز الـ 92 عاماً بعد صراع طويل و مرير مع مرض السرطان اللعين و بعد سجلٌ حافل و مُشرف و خالدٌ أيضاً فى مجال العمل الفنى و فى تاريخ السينما المصرية على وجه أخص .