السبت 20 أبريل 2024 08:40 صـ
بلدنا نيوز الاقتصادي

اقتصاد على مدار الساعة

  • بنك مصر
  • البنك الزراعي المصرى
  • المصرية أحمد مكى
  • مجموعة إى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية
  • وصلها -البريد
ميكروسكوب

رصاصة قلم

أحمد حسان عامر يكتب : صراع البقاء بين المواطن والتكنولوجيا الحديثة في عصر الرقمنة

بلدنا نيوز الاقتصادي

85 مليون وظيفة مهددة بالانقراض بسبب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والربوت

منافسة شرسة بين الطبيب والصيدلي والصحفي والسكرتير والمدير الإداري والمحاسب البنكي والمسوق العقارى والربوت

مابين عشية وضحاها يستيقظ المواطن العادي ليجد نفسه مطحونا بمعني الكلمة مابين مطرقة الأزمات الاقتصادية و متطلبات التكنولوجيا الحديثة في عصر الرقمنة التي أصبحت لها الهيمنة الكبرى في ظل تغول الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوت التي باتت تهدد حياة ملايين الوظائف والمهن وبات المواطن المغلوب على أمره مكبوتاًوحائراً ولايعلم ماذا ومتى وكيف يواكب مثل هذه التطورات التي ظهرت وتأصلت في حياته دون أي مقدمات.

ومع تزايد حجم التطورات التكنولوجية وما تبعها من ثورة في عالم الاتصالات والمعرفة وسرعة تداول المعلومات وظهور ملايين المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أو ما يسمى ب " السوشيال ميديا " يشعر الإنسان الطبيعي بحالة من الإضطراب النفسي والإغتراب الداخلي والخوف من المستقبل لما سببته وستسببه تداعيات عصر الرقمنة الذى لاناقة لنا به ولاجمل وما نتج عنه وسينتج من تشريد وتسريب الملايين من العاملين علي مستوي العالم دون ذنب اقترفوه إلا أنهم لم يلحقوا بقطار " الرقمنة " الطارىء .

وفي السياق نفسه يترتب علي " رقمنة " الأسوق المحلية والعالمية ودخول معظم المعاملات المالية لعالم " الموبايل " وشركات المدفوعات فقدان الكثيرين لوظائفهم ووقوع أزمة مالية كبيرة في المستقبل؛ بسبب استبدال القوة البشرية بالتكنولوجيا.

وهناك مئات التوقعات من رواد الاقتصاد العالمي بزيادة كبيرة في نسبة البطالة بسبب التطور التكنولوجي الملحوظ على مستوى العالم وكذلك زيادة معدّلات نسبة التضخم كنتيجة حتمية لذلك وقد بدأت تداعياته تطل برأسها علي بعض المهن .


وبحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن نحو 85 مليون وظيفة ستختفي بحلول عام 2025، ليحل محلها مزيج من البشر، والآلات،والخوارزميات.

وفي عصر أصبح فيه الروبوت قادراً على القيام بالعديد من مهام البشر بكفاءة ودقة وقدرة خارقة على العمل المتواصل، بات المواطن أكثر قلقاً بشأن مستقبله الوظيفي.

ومع تفشي جائحة كورونا، تحوّلت ملايين الوظائف حول العالم إلى العمل داخل النطاق الإلكتروني، واضطر الموظفون إلى التكيّف سريعاً مع نمط العمل عن بعد.

ومن أبرز الوظائف التي تأثرت بشدة بالرقمنة والذكاء الصناعي والاعتماد على الروبوت وأوشكت علي الاندثار :

المدير الإداري والسكرتير التنفيذي حيث بدأت الوظائف الإدارية في الاختفاء مع قيام المزيد من الشركات بتبسيط عملياتها الإدارية، باستخدام البرامج والتطبيقات لتنفيذ الكثير من المهام التي يؤدّيها الإداريون والمساعدون التنفيذيون، مع مطالبة الموظفين الآخرين بتولي المهام التي لا يستطيع الكمبيوتر القيام بها.

وكذلك مهنة الطبيب والصيدلي : مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يطور الطب بسرعة هائلة، حيث أصبح الروبوت يكتسب زخماً في تلك المهنة أيضاً، حيث أُجريت عبره آلاف من العمليات الجراحية المعقَّدة، كما بدأت العديد من العيادات الطبية الرائدة في أوروبا والولايات المتحدة ممارسة "عمليات عن بُعد" بواسطة روبوت متخصص.

ويؤكّد خبراء أن الطلب على الصيادلة ينخفض تدريجياً، حيث يتم تشغيل الآلات في مجال تطوير الأدوية، كما يمكن شراء الأدوية والحصول على كل المعلومات والاستشارات المطلوبة عبر الإنترنت.

وكذلك موظف البنك والمحاسب حيث يمكننا اليوم إجراء معظم المعاملات المصرفية في بضع ثوانٍ عبر الإنترنت دون الحاجة إلى الذهاب إلى البنك، كما يمكن سحب الأموال عبر أجهزة الصرّاف الآلي.

وتطوّرت البرمجيات والتطبيقات التي يمكن استخدامها من قِبل المبتدئين لتحل محل المحاسبين المتخصصين.
ومن الوظائف المهددة بالانقراض وظيفة المصحح اللغوي والمترجم حيث يتم تخفيض عدد المترجمين والمصححين اللغويين عالمياً، وذلك باستثناء المتخصصين ذوي المؤهلات العالية ممَّن يتعاملون مع الكتابات والترجمات المعقدة أو الأدبية والتي تحتاج إلى التعامل مع "روح النص" ,ويتم استبدال المترجمين والمصححين اللغويين بالتطبيقات التي تقوم بنفس المهام على نحو أدق وأسرع، وأصبح بإمكان بعض التطبيقات الحديثة أن تحل محل المترجم الفوري.

المسوِّق الهاتفي والعقارى ففي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تعُد هناك حاجة إلى مسوِّق هاتفي ليتواصل مع عملاء عبر الهاتف لإقناعهم بشراء منتج ما، فاستناداً إلى المعلومات التي تجمعها مواقع التواصل، يتم معالجة البيانات واستخدامها لمعرفة ما يفضِّل المستخدمون من خلال كل ما ينقرون عليه أو يتفاعلون معه، لتظهر لهم إعلانات تتوافق مع البيانات المعالَجة.

الجندي والطيار العسكري فقد أصبحت الحروب في يومنا هذا حرباً تكنولوجيّة تقنيّة بالأساس، فمع تطوّر وسائل الحرب السيبرانيّة والمركبات المسيّرة باتت الحروب "أكثر أمناً"، وأصبح بالإمكان تجنّب تعريض حياة الجنود والطيارين العسكريين للخطر.

ومن الوظائف المهددة أيضاً موظف البريد ومسؤول المستودعات فلم تعد هناك حاجة كبيرة إلى العنصر البشري في مكاتب البريد والمستودعات، حيث تعمل الآلات على استقبال وفرز الطرود أو الطلبات التجارية، كما انخفض الإقبال على الخدمات البريدية مع الاستخدام المتزايد للبريد الإلكتروني والمدفوعات الإلكترونية.

وكذلك وكلاء السفر والسياحة فبفضل العديد من التطبيقات أصبح اليوم بإمكان أي مستخدم لشبكة الإنترنت أن ينظّم رحلة سياحية أو رحلة عمل، بما في ذلك شراء تذاكر الطيران، والتقديم على التأشيرة، وحجز غرفة بفندق، وذلك بأفضل الأسعار المنافسة، ودون الحاجة إلى وكيل سفر أو شركة سياحة تقوم بذلك بالنيابة عنه.

وممن يلحق بهم الضرر وظيفة مدخل البيانات فقد تطوّرت تكنولوجيا البيانات بدرجة جعلت عملية إدخال البيانات أسهل وأدق بنحو آلي لا يحتاج إلى أي عنصر بشري.

رغم أن محور تلك الوظيفة هو التعامل مع أجهزة الكمبيوتر المتطورة، لكن الآن بعد أن أصبح بالإمكان جمع المزيد من البيانات رقميّاً وتلقائيّاً، فإن الحاجة إلى متخصصين في إدخال البيانات آخذة في الانخفاض.

ومن أكثر الوظائف التي ستقضي عليها التكنولوجيا المتقدمة وظيفة " مقدم الطعام " فقد استغنت بعض المطاعم العالمية عن " مقدمي الأطعمة" مقابل روبوت يقوم بالتنقّل ذهاباً وإياباً من المطبخ لتوصيل الطعام ونقل الأطباق المتسخة دون كلل أو ملل، كما يمتلك الروبوت شاشة رقمية تعمل باللمس من أجل مساعدة مرتادي المطاعم على اختيار الوجبات..ليس ذلك فحسب ولكن مع مرور الأيام في ظل هذه الموجات المتلاطمة من متطلبات الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة ستندثر الوظيفة تلو الأخرى وليس للمواطن العادي مفر من مجاراة هذه التطورات من خلال الدراسة وتنمية المهارات والقدرات.

الشهادة الثلاثية بنك التعمير والإسكان بنك القاهرة 1
أحمد حسان عامر بلدنانيوز الاقتصادي صراع البقاء عصر الرقمنة الذكاء الاصطناعي الربوت البطالة التضخم
تحويل الأرقام
efinance