** محمد أمين : الذكاء الاصطناعي سيعود بنا إلي الفطرة ولن يصمد أمامه سوى المبدعين في كافة المجالات

** مصر بلد كبيرة ولديها إمكانيات بشرية هائلة وتحتاج لتطبيق أفكار الشباب ووجود استراتيجية موحدة لمراكز البيانات للحاق بقطار الذكاء الاصطناعى

** الاستراتيجية المصرية الوطنية بمرحلتيها الأولى والثانية ممتازة تقر أن يكون 7.3 من الاقتصاد معتمدا علي الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030

** الذكاء الاصطناعي لا يُلغِي الوظائف فقط، بل يخلق وظائف جديدة ويُعيد تشكيل المهن التقليدية

** الدول المتحولة رقمياً ستكون الأغنى واللحاق بقطار الذكاء الاصطناعي يحتاج التدريب على أحدث التقنيات

** الولايات المتحدة تحتل المركز الأول في مجال الذكاء الاصطناعي تليها الصين والإمارات تحتل المركز الخامس

** مؤتمر ( Forum ) 2025 استعرض أهم الآليات والحلول الإلكترونية ومنتجات البنية التحتية لمراكز البيانات الضخمة

** تعليم النشء مفيد جدًا في بناء جيل قادر على فهم واستخدام الذكاء الاصطناعي

** نحن في حاجة لاستغلال الشباب لأنهم الأغلبية والمحرك الرئيسي لأي تحول رقمي أو اقتصادي

ترك عنان الحرية للذكاء الاصطناعى يحقق الاستفادة القصوى لهذه التقنية

كشف محمد أمين نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا أن الذكاء الاصطناعي سيغير الأوضاع الاقتصادية لكل دول العالم وفي عام 2030 سيتحول ثلث اقتصاد العالم إلي اقتصاد رقمى .

وقال " أمين " في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر دل تكنولوجيز " Forum 2025 " : إن الدول التى تحولت رقمياً ستكون الأغنى والدول التى تخلفت عن قطار التحول الرقمى ستكون الافقر موضحاً أن قطار التحول الرقمى انطلق ليغير مجريات الأمور في معادلات الاقتصاد العالمي .

وأوضح " أمين " أن هناك مجموعة من الدول الكبرى تحتل مراكز الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي حيث تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى والصين المرتبة الثانية بينما تأتى الإمارات العربية المتحدة في المركز الخامس علي مستوي العالم .

وقال" الأمين " إن الدول التى تمتلك اموالاً في الوقت الحالى والتى لديها مركز مالي قوى ليس بالضرورة أن تكون متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي لكن لابد أن تمتلك الكوادر البشرية المدربة والقادرة علي التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية تسخيره لخدمة المجتمع .

وعن معرض ومؤتمر (Forum) السنوى الذى تنظمه شركة دل تكنولوجيز العالمية في مصر والذى يجمع كل شركائها وعملائها قال نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز العالمية : إن مؤتمر ( Forum ) هذا العام 2025 استعرض أهم الآليات والحلول الإلكترونية ومنتجات البنية التحتية والتكنولوجية لمراكز البيانات الضخمة التى تجعل الدول والحكومات مؤهلة لتقديم تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدى .

وكشف محمد أمين مدى أهمية المعلومات في الوقت الحالي وخلال الفترة القادمة قائلاً إن المعلومات تعتبر هى بنزين الذكاء الاصطناعي الذى يعمل من خلالها فكلما كان هناك تقدماً في عدد المعلومات ودقتها كلما حدث تقدماً في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال " أمين " إن المعلومات هي الأساس الذي يُبنى عليه الذكاء الاصطناعي، وكلما كانت البيانات أدق وأكثر تنوعاً، كان أداء الذكاء الاصطناعي أفضل وأكثر فائدة والذكاء الاصطناعي لا "يفكر" كما يفعل البشر، بل يتعلم من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات وكلما زادت كمية البيانات ودقتها وتنوعها، تحسّن أداء النماذج وبدون بيانات، لا يمكن تدريب أي نموذج ذكاء اصطناعي .

وأضاف " أمين " : أن المعلومات الجيدة تساعد النماذج على اتخاذ قرارات أكثر دقة والذكاء الاصطناعي يتعلم من البيانات لاكتشاف أنماط غير ظاهرة بوضوح للبشر كما أن المعلومات الجديدة تُستخدم لتحسين وتحديث نماذج الذكاء الاصطناعي حتى تبقى فعالة.

وأوضح أنه بدون تدفق مستمر للبيانات، تصبح النماذج قديمة وغير دقيقة وعند استخدام معلومات متنوعة ومتوازنة، يمكن تقليل التحيزات في الذكاء الاصطناعي كما أن البيانات المنحازة تؤدي إلى قرارات غير عادلة أو غير دقيقة .

الذكاء الاصطناعي التوليدى

وقال محمد أمين نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز العالمية إن الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي الذي يركز على إنشاء محتوى جديد بدلاً من مجرد تحليل البيانات أو اتخاذ قرارات بناءً عليها. يُعد من أبرز وأسرع المجالات تطورًا في السنوات الأخيرة و الذكاء الاصطناعي التوليدي هو تقنية قوية تسمح بإنشاء محتوى جديد يشبه المحتوى البشري. لكنه يحتاج إلى الاستخدام الواعي والمسؤول، لأنه قادر على التأثير الكبير — إيجابًا أو سلبًا — في مختلف مجالات الحياة .

وظائف مهددة بالانقراض في عصر الذكاء الاصطناعي

وكشف محمد أمين أن الذكاء الاصطناعي (AI) سوف يُحدث تحوّلاً كبيرًا في سوق العمل العالمي، وفعليًا بدأت بعض الوظائف تتأثر أو تختفي تدريجيًا بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي التوليد ى وأبرزها الإدارة والسكرتارية المساعدون الإداريون، إدخال البيانات، تنظيم الجداول يمكن لـ AI تنظيم الجداول، الرد على الإيميلات، تلخيص التقارير .

وأيضاً الترجمة المترجمون البشريون (الترجمة العامة) الترجمة الآلية (مثل Google Translate) أصبحت دقيقة بشكل كافٍ في الكثير من اللغات وكذلك الصحافة والمحتوى : كتّاب الأخبار، المدونات البسيطة الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه كتابة مقالات ونصوص بسرعة كبيرة وخدمة العملاء موظفو الدعم عبر الهاتف أو الدردشة روبوتات الدردشة (Chatbots) تحلّ محلهم في الرد على الاستفسارات المتكررة .

وكذلك وظائف المحاسبة البسيطة : مدخلو البيانات المحاسبية، فواتير برامج الذكاء الاصطناعي تقوم بعمليات الفوترة والمراجعة آليًا . التصنيع التقليدي عمال خطوط الإنتاج اليدوي الروبوتات الصناعية تقوم بالمهام المتكررة بدقة وسرعة .

وكذلك البيع بالتجزئة الكاشير (أمين الصندوق)، المخازن أنظمة الدفع الذاتي والمخازن المؤتمتة تقلل الحاجة للعاملين .

ووظائف القيادة والنقل سائقي الشاحنات أو التاكسي السيارات ذاتية القيادة (تحت التطوير) تهدد هذه الوظائف مستقبلاً .

وظائف تزدهر بالذكاء الاصطناعي

وأوضح " أمين " أن هناك وظائف سوف تزدهر بفضل الذكاء الاصطناعي، وهي كثيرة ومتنوعة. الذكاء الاصطناعي لا يُلغِي الوظائف فقط، بل يخلق وظائف جديدة ويُعيد تشكيل المهن التقليدية وأن الوظائف التي ستزدهر بالذكاء الاصطناعي سوف تعتمد على فهمك للتكنولوجيا واستعدادك لاستخدامها بذكاء. الوظائف الجديدة ليست فقط تقنية، بل أيضًا إدارية، تعليمية، وفنية، لكنها تتطلب مهارات رقمية واضحة مثل مهندسو الذكاء الاصطناعي (AI Engineers) ومحللو البيانات (Data Analysts) و علماء البيانات (Data Scientists) و مدرّبو البيانات (AI Trainers / Prompt Engineers) و أخصائيو الأمن السيبراني (Cybersecurity Experts) و خبراء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Experts) و مطورو البرامج باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي و مصممو المحتوى الإبداعي باستخدام AI و مدربو الذكاء الاصطناعي في التعليم و خبراء تسويق رقمي باستخدام الذكاء الاصطناعي وغيرها من آلاف الوظائف .

استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعى والمطلوب من الدولة للحاق بقطار التحول الرقمى

مصر لديها استراتيجية ممتازة في مجال الذكاء الاصطناعي بمرحلتيها الأولي والثانية ولكنها تقر أن يكون 7.3 من الاقتصاد يعتمد علي الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 ولكن هذا قليل بالمقارنة بما تقره الاقتصاديات العالمية وأن يكون ثلث اقتصاد العالم رقمياً.

وتهدف الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى بشكل عام تحقيق التحول إلى اقتصاد ومجتمع ذكي يقوده الذكاء الاصطناعي، وزيادة مساهمته في التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر إقليميًا وعالميًا .

وأهدافها الرئيسية تتلخص في مساهمة قطاع الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 7.7٪ بحلول 2030 وتخريج أكثر من 30,000 مختص ومهني في الذكاء الاصطناعي وتطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الشركات الناشئة ووضع سياسات وتشريعات تضمن الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتقنية.

استغلال طاقة الشباب والاستفادة من أفكاره في المجالات التقنية

قال محمد أمين النائب الأول لرئيس شركة دل تكنولوجيز إن مصر بلد كبيرة ولديها إمكانيات بشرية هائلة وحتى يتم اللحاق بقطار التحول الرقمى لابد من تطبيق أفكار الشباب ووجود استراتيجية موحدة لمراكز البيانات .

وأضاف " أمين " أن استغلال طاقة الشباب المصري في المجالات التكنولوجية هو أحد أهم مفاتيح بناء اقتصاد معرفي حديث، ومصر بالفعل لديها ثروة بشرية ضخمة — أكثر من 60% من السكان تحت سن 30 عامًا — وهي ميزة استراتيجية إذا تم استثمارها بالشكل الصحيح.

وأوضح " أمين " نحن في حاجة لاستغلال الشباب لأنهم الأغلبية الشباب هم المحرك الرئيسي لأي تحول رقمي أو اقتصادي وهم قابلون للتعلم السريع: لديهم مرونة عالية في اكتساب المهارات التكنولوجية الجديدة ومبدعون بطبيعتهم: يفكرون خارج الصندوق، ويجيدون التعامل مع الأدوات الرقمية ومع تغير سوق العمل التكنولوجيا تخلق وظائف جديدة يوميًا؛ من يفهمها ينجو ويتقدم.

تحسين التعليم التقني ودمج البرمجة والذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي والجامعي

وقال نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز العالمية : إن هناك مجموعة من الحلول العملية لاستغلال طاقة الشباب وأهمها
تحسين التعليم التقني ودمج البرمجة والذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي والجامعي وإنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة مثل "مدارس التكنولوجيا التطبيقية" وكذلك توفير تدريبات معتمدة وقوية والتدريب العملي في شركات التكنولوجيا المحلية ودعم ريادة الأعمال التكنولوجية من خلال احتضان مشروعات الشباب في مجالات التطبيقات، الذكاء الاصطناعي، الطاقة، الزراعة الذكية وتسهيل الوصول للتمويل والاستثمار.

ولابد من خلق بيئة حاضنة للإبداع من خلال إنشاء حاضنات أعمال (Incubators) ومساحات عمل مشتركة في الجامعات والمحافظات وتنظيم هاكاثونات ومسابقات تكنولوجية بشكل مستمر.

وكذلك لابد من تشجيع التخصصات المستقبلية مثل تخصص: "هندسة الذكاء الاصطناعي"، "أمن المعلومات"، "الروبوتات"، "البلوك تشين".

وعن سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي وكيفية إيجاد ثقافة لحسن استخدامه قال " أمين " : الذكاء الاصطناعي يُستخدم اليوم في جميع القطاعات تقريبًا، من التعليم والصحة إلى الصناعة والمالية، ويساهم في تحسين الأداء، خفض التكاليف، وزيادة الكفاءة.

وأضاف أن استخدامات الذكاء الاصطناعي حول العالم تنقسم إلي فريقين الفريق الأول يطالب بترك عنان الحرية للذكاء الاصطناعى حتى يتم تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنية وهذا نموذجاً ناجحاً.

والفريق الثانى يطالب بحوكمة الذكاء الاصطناعي وإيجاد أطر تشريعية تحكم استخداماته .
لكن الذكاء الاصطناعي في النهاية يعود بنا إلي إبداع الفطرة الإنسانية ولن يصمد أمامه سوى المبدعين فمثلاً في مجال الطب سوف تختفي وظيفة الممارس العام ويستمر الطبيب المعالج والمتخصص الذى يعتمد على تفكيره في تشخيص المرض وإيجاد العلاج .

تعليم النشء وتفادى سلبيات الذكاء الاصطناعي

قال محمد أمين نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز العالمية إن تعليم النشء (الأطفال واليافعين) مفيد جدًا في بناء جيل قادر على فهم واستخدام الذكاء الاصطناعي بدل أن يكون فقط متلقيًا له. وهذا المجال أصبح من أهم أولويات الدول المتقدمة، لأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلًا بعيدًا، بل واقعًا يؤثر على كل جانب من جوانب الحياة .

و يجب تعليم النشء الذكاء الاصطناعي لكى بفهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي (بدلًا من استخدامه فقط) ومن أجل تنمية التفكير النقدي والمنطقي وتطوير مهارات حل المشكلات والإبداع و الاستعداد لمهن المستقبل (التي تعتمد على الأتمتة والبيانات) وتعزيز الوعي الأخلاقي تجاه الخصوصية والتكنولوجيا.

مخصصات البحث والتطوير فى دل تكنولوجيز

وعن حجم مخصصات دل تكنولوجيز العالمية للبحث والتطوير في التقنيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي قال محمد أمين: لدينا مخصصات ثابتة للتعرف على أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدى وهي الميزانية الوحيدة الثابتة ولن تتغير .

تطبيقات إبداعية فى عصر الذكاء الاصطناعى

قال محمد أمين نائب الرئيس الأول لشركة " دل تكنولوجيز العالمية " : يبرز "التوأم الرقمي" (Digital Twin) كواحد من أكثر المفاهيم ثورية في العالم، خصوصًا حين يتكامل مع قوة الذكاء الاصطناعي (AI). هذا الثنائي يفتح آفاقًا غير محدودة لتطوير المدن، الرعاية الصحية، الصناعة، وحتى الحياة اليومية للإنسان.

والتوأم الرقمى هو نسخة رقمية طبق الأصل من شيء مادي موجود في الواقع، مثل: آلة داخل مصنع، مبنى،مدينة،و حتى جسم إنسان ويتم تغذية هذه النسخة بالبيانات الحية من حساسات وأجهزة متصلة بالشيء الحقيقي، فتتحول إلى كائن رقمي "يعيش ويتنفس" ويعكس الواقع لحظة بلحظة ويأتي دور الذكاء الاصطناعي ليمنح هذا التوأم الرقمي العقل: فيحلل البيانات، ويتنبأ بالأعطال ويحاكي القرارات، بل ويُقترح حلولًا ذكية قبل حدوث المشكلات باختصار، الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بتقليد الواقع، بل يحاول تحسينه.