من رحم التحديات والشعور بالمسؤولية الوطنية خرجت الفكرة، ومن قلب السوق المصرية انطلقت خطة طموح لتوطين صناعة التكنولوجيا ومكونات الاتصالات.

شركة ECCA Group، العاملة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، الشبكات، أمن المعلومات، الطاقة الشمسية، والتحول الرقمي، سوف تبدأ إجراءات إنشاء مصنع جديد لإنتاج مكونات التليكوم والـICT، بعد إنهاء شراء أرض في المنطقة الصناعية بطريق الإسكندرية الصحراوي، ضمن خطة لتقليل الاستيراد وجذب التكنولوجيا العالمية إلى السوق المصرية.

وفي حوار خاص، يكشف المهندس أحمد رفعت، الرئيس التنفيذي لشركة ECCA Group، تفاصيل المشروع، وأهداف الشركة التوسعية في مصر والسعودية، ودورها في تدريب الكفاءات المصرية وفتح مجالات جديدة للإنتاج المحلي واستقطاب الشركات والتكنولوجيا العالمية إلى السوق المصرية.

في البداية.. ما تفاصيل مشروع المصنع الجديد الذي تعملون عليه؟

قال المهندس أحمد رفعت: أنهينا بالفعل إجراءات شراء الأرض بالمنطقة الصناعية على طريق الإسكندرية الصحراوي، ونعمل حالياً على إنهاء التراخيص اللازمة لإنشاء مصنع متخصص في إنتاج مكونات التليكوم والـICT داخل مصر.

وأوضح أن المصنع يستهدف إنتاج قطع كانت تستورد بالكامل، مضيفاً أن هناك مكونات كانت تستورد بقيمة 2000 دولار بينما يمكن تصنيعها محليًا بأقل من 500 جنيه فقط.
وقال إن هذا التحول سيسهم في خفض التكلفة وتوفير العملة الأجنبية ودعم توجه الدولة نحو توطين الصناعات التكنولوجية.

متى بدأت الشركة نشاطها؟ وما حجم إنجازها حتى الآن؟

أجاب رفعت قائلاً: الشركة مساهمة مصرية بدأت عملها في السوق عام 2021، ومنذ انطلاقها ركزنا على تقديم حلول متكاملة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة الشمسية وأمن المعلومات والشبكات وانشاء أبراج المحمول والميكرووف والكبائن وغير ذلك.

وأضاف أن الشركة تمكنت من تحقيق أرباح بلغت 3 ملايين دولار داخل السوق المصرية في عام 2025، مشيراً إلى أن الأداء المالي يعكس الثقة في السوق المحلية وكفاءة فريق العمل المصري.

ما أبرز ملامح خطة الشركة خلال المرحلة المقبلة؟

قال رفعت إن خطة الشركة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، الأول يشمل التوسع في السوق المحلية وتطوير حجم الأعمال، والثاني يتضمن زيادة التعاون مع الجهات الحكومية وشركات الاتصالات مثل «المصرية للاتصالات» و«أورنج» وبعض الجامعات وغيرها من الجهات التى تعمل معها، وثالث محور يتمثل في دعم شبكة الموردين المحليين ونقل التكنولوجيا الحديثة من الشركات العالمية إلى السوق المصرية.

وأكد «رفعت» أن هدف الشركة هو خلق قيمة مضافة محلياً من خلال تصنيع المكونات بدلاً من استيرادها، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والطاقة.

كيف أثرت أزمة الدولار على توجهكم نحو التصنيع المحلي؟

أوضح «رفعت» أن الأزمة كانت نقطة تحول حقيقية في فكر الشركة، وقال: خلال فترة نقص الدولار قررنا إنتاج بعض احتياجات شركات آسيوية شهيرة تعمل في السوق المصرية، وتم توريدها بعد تحصيل قيمتها بالدولار، ومن هنا بدأت فكرة التصنيع المحلي لمكونات تحتاجها السوق بأسعار مناسبة وجودة عالية.

وأضاف: تلك التجربة فتحت الباب أمامنا لبناء مصنع متكامل يغطي جزءا كبيراً من احتياجات السوق، ويخفض فاتورة الاستيراد.

هل تعملون في مشروعات أخرى إلى جانب مصنع التيليكوم؟

قال رفعت إن الشركة تنفذ مشروعات متنوعة تشمل، مشروعات الطاقة الشمسية، أنظمة أمن المعلومات والتطور والتحول الرقمي، وإنشاء أبراج المحمول والميكروويف والكبائن، وتطوير أنظمة الاتصالات الذكية.

وأوضح أن الشركة تعمل مع عدد من الشركات والجهات الحكومية والخاصة في تنفيذ مشاريع متكاملة في مصر وخارجها.

ما الذي دفعكم للتوسع في السوق السعودية ؟

قال رفعت: توسعنا في المنطقة كان خطوة طبيعية ضمن خطتنا للنمو، وافتتحنا فرعنا في الرياض عام 2023، وهو يهدف إلى تنفيذ مشروعات تكنولوجية هناك.

كيف تقيمون دور المهندسين والكوادر المصرية في قطاع التكنولوجيا ؟

أكد رفعت أن مصر تمتلك عقولا مبدعة وكفاءات هندسية عالية، وقال: الشركات العالمية تبيع المنتج بـ10 دولارات، وتحصل على 100 دولار مقابل التشغيل، وتعتمد في التنفيذ على مهندسين مصريين وليس أجانب.

وأضاف: بعض تلك الشركات تحصل على مشروعات بقيمة 15 مليون دولار، بينما يمكننا تنفيذها بكفاءة محلية كاملة بمليون دولار فقط، مع تحقيق ربح مناسب واستفادة الدولة من الفارق الكبير.

وأكد قائلاً: نحن نعمل على تدريب الشباب داخل الشركة، ولدينا كوادر مصرية انتقلت لتولي مناصب مهمة في شركات مصرية وعالمية.

ما هي رؤيتكم المستقبلية للسوق المصرية ؟

أوضح رفعت أن الشركة تستهدف التوسع بقوة في السوقين المصري والسعودي خلال الفترة المقبلة، مع زيادة عدد العاملين، مؤكداً أن الشركة توفر حزمة من الإمتيازات الإجتماعية والصحية التى ترضى طموح موظفيها.

وقال إن المرحلة القادمة ستركز على بدء تنفيذ مصنع التليكوم والـICT، إلى جانب دعم مسار توطين التكنولوجيا ونقل الخبرات العالمية للسوق المحلية، والسير في أعمال الشركة بمختلف التخصصات مع زيادة حجم الأعمال.

هل لديكم ثقة كبيرة في مستقبل السوق المصرية ؟

قال «رفعت»: نثق في قدرة السوق المصرية على أن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة التكنولوجيا والاتصالات، وهدفنا أن نرى منتجاتنا تحمل شعار (صنع في مصر) وتصدر إلى الخارج، ولدينا كل المقومات لتحقيق ذلك من عقول، وإصرار، وخطة واضحة للتنفيذ.