مصانع الذكاء الاصطناعي المستقبلية : الطاقة، التخزين، والمهارات.. الركائز الأساسية للثورة الصناعية الجديدة
ناقشت جلسة "مصانع الذكاء الاصطناعي المستقبلية" التي عُقدت ضمن فعاليات مؤتمر AIDC 2025 في معرض Cairo ICT2025 في دورته التاسعة والعشرين، التحولات الجوهرية التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي، ودور البنية التحتية المتقدمة في تمكين تطبيقاته الصناعية واسعة النطاق.
أدار الجلسة شريف فؤاد، المدير التنفيذي للتكنولوجيا بالبنك العربي الأفريقي الدولي، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن بناء البنية الرقمية المناسبة بات شرطًا أساسيًا لتمكين الاقتصادات من الاستفادة الكاملة من الثورة الصناعية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وشهدت الجلسة مشاركة نخبة من المتخصصين وقادة التكنولوجيا ممثلين لشركات دولية وإقليمية، تناولوا خلالها التحديات المتعلقة بالطاقة، والتخزين، والتبريد، والمهارات الرقمية، إضافة إلى مستقبل مصانع الذكاء الاصطناعي وقدرتها على إعادة تشكيل الصناعات. واتفق المتحدثون على أن امتلاك التكنولوجيا المتقدمة وحده لم يعد كافيًا، بل أصبح التكامل بين البنية التحتية والموارد البشرية والنظم التشغيلية هو الأساس لتحقيق الاستفادة القصوى، خصوصًا في ظل التنافس العالمي الشديد على القدرات الحاسوبية.
تحديات الطاقة والتخزين الذكي
أكد المدير الإقليمي لشركة بيور ستوريج، علي حسيب، في كلمته، أن مشروعات الذكاء الاصطناعي الضخمة تفرض تحديات كبيرة على استهلاك الطاقة وقدرات المعالجة وسرعة الشبكات. وأوضح أن المؤسسات تحتاج إلى حلول تخزين أكثر ذكاءً واستدامة للتعامل مع الارتفاع الهائل في أحجام البيانات، مشيرًا إلى أن كفاءة التبريد وإدارة الطاقة أصبحت عناصر حاسمة في نجاح أي منظومة ذكاء اصطناعي متقدمة. وأضاف أن بيور ستوريج طورت جيلاً جديدًا من تقنيات الفلاش المصممة خصيصًا لبيئات الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذه التقنيات قادرة على توفير قدرات معالجة عالية مع استهلاك أقل للطاقة، ما يمنح المؤسسات مرونة أكبر في تنفيذ مشروعات التعلم العميق والنماذج واسعة النطاق.
وأكد أن التخزين لم يعد مجرد مكوّن تقني، بل أصبح محوريًا في بناء مصانع الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على التدفق السريع والآمن للبيانات.
وأشار حسيب إلى أن الفجوات في المهارات التقنية وتحديات البنية التحتية تمثل عقبة رئيسية أمام توسع الدول في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل حاجة هذه التطبيقات إلى طاقة ضخمة وقدرات تبريد متقدمة.
وشدد على أهمية الاستثمار في بنية تخزين قوية قادرة على دعم النمو المستقبلي للذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن السنوات المقبلة ستشهد طلبًا متزايدًا على حلول التخزين الذكي لتلبية احتياجات الحوسبة المتقدمة.
لفت إلى أن التخزين الذكي سيصبح المحرك الرئيسي لمصانع الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن التحول إلى البنية التخزينية الحديثة يمكّن المؤسسات من تحسين أداء الخوارزميات وتقليص زمن التدريب وتمكين قدر أكبر من الابتكار.
وأكد أن التكامل بين قدرة المعالجة وتطوير وسائط التخزين سيحدد مستقبل صناعة الذكاء الاصطناعي عالميًا.
تسريع وتيرة الذكاء الاصطناعي
واستعرضت رئيسة تطوير الأعمال في شمال إفريقيا وبلاد الشام بشركة إنتل، إنجي عباس، رؤية الشركة لتسريع وتيرة استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، مؤكدة أن العالم يتجه إلى مرحلة تصبح فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي مكوّنًا أساسيًا في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية. وأشارت إلى أن إنتل تعمل على تطوير المعالجات والبنى الحاسوبية التي تتيح للمؤسسات بناء حلول ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وقدرة على التوسع. وأوضحت أن التحول نحو المصانع المعتمدة على الذكاء الاصطناعي يتطلب توفير بيئة رقمية متكاملة تشمل البنية التحتية والبيانات والمهارات، مشيرة إلى أن التحديات المتعلقة بالبيانات وعدم جاهزيتها تُعد من أكبر العوائق التي تواجه الشركات.
وشددت على ضرورة توفير منصات تتيح إعداد البيانات بشكل احترافي بما يضمن كفاءة النماذج وقدرتها على التعلم بدقة عالية.
وأكدت عباس أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا كبيرًا في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل المؤسسات الصناعية، إلى جانب ازدياد الحاجة إلى قدرات حوسبة ضخمة وتخزين سريع لدعم نماذج التعلم العميق.
وأوضحت أن تهيئة البنية التحتية الملائمة هو الأساس لبناء مصانع ذكاء اصطناعي قادرة على المنافسة عالميًا. وشددت على أهمية بناء شراكات بين الشركات التكنولوجية…



.jpeg)

.jpeg)




.jpeg)







