نستله تعلن عن استراتيجية جديدة لتجديد واستعادة الغابات وتعزز استخدامها للأقمار الصناعية لمتابعتها
كتب أحمد حسان عامر بلدنا نيوز الاقتصادي
أعلنت نستله اليوم عن التوجه إلى استعادة وتجديد الغابات ومساعدتها على الازدهار بدلاً من الاكتفاء بحمايتها والحفاظ عليها فقط، في خطوة تأتي ضمن جهودها الرامية إلى تحقيق هدفها المتمثل في صافي الانبعاثات يصل الى نسبة صفر بحلول العام 2050. وفي هذا الإطار، تتبنى الشركة استراتيجية جديدة بعنوان " مستقبل إيجابي للغابات"، إضافة إلى مواصلة سعيها لتعزيز سبل العيش المستدامة واحترام حقوق الإنسان.
وتمثل هذه الخطوات ثمرة عقد من العمل المتواصل للحد من ممارسات إزالة الغابات ضمن عمليات إنتاج منتجات نستله التي تعتمد على الغابات. وفي واقع الأمر، خلصت التقييمات في شهر ديسمبر 2020 إلى أن 90% من عمليات إنتاج المكونات الرئيسية لمنتجات نستله التي تضم زيت النخيل والصويا واللحوم والورق وعجينة الورق، خالية تماماً من ممارسات إزالة الغابات. وقد استخدمت نستله أدوات عدة منها تخطيط سلاسل التوريد وشهادات الاعتماد وعمليات التحقق الميدانية وخدمات الرصد عبر الأقمار الصناعية مثل " Starling " و"” Global Forest Watch لتحقيق هذه النتائج. وعلاوة على ذلك، تعاونت الشركة مع المزارعين والمجتمعات الزراعية والموردين المعنيين لهذه الغاية.
وفي هذا السياق، قال مجدي بطاطو، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس العمليات في نستله: "يتعين على الإنتاج الزراعي تحقيق نمو بمعدل النصف مقارنة بمستويات العام 2013 لتلبية الاحتياجات الغذائية في عام 2050. وتأتي مواجهة هذا التحدي لتضفي أهمية غير مسبوقة على حماية النظم الطبيعية، الأمر الذي يستدعي تجاوز المساعي المعهودة والتحول إلى استعادة الغابات للحفاظ عليها للمستقبل". وأضاف بطاطو إن استراتيجية "مستقبل إيجابي للغابات" تمثل مرتكزاً رئيسياً لإنتاج المزيد من المحاصيل باستخدام ذات المساحة من الأرض وكذلك تجديد أنظمة مياه الري وصحة التربة وتخزين الكربون.
وتزامناً مع هذه الاستراتيجية، ستعمل نستله على تسريع جهودها المتعلقة بوقف إزالة الغابات بالكامل ضمن سلاسل توريد زيت النخيل والسكر والصويا واللحم والورق وعجينة الورق بحلول العام 2022. وتعتزم الشركة تحقيق ذات الهدف ضمن سلاسل توريد القهوة والكاكاو بحلول العام 2025.
من جهته، قال لوران فريكس ،المدير التنفيذي لشركة نستله في الأمريكيتين: "ساهم استخدام صور الأقمار الصناعية في دعم جهودنا الرامية لوقف ممارسات إزالة الغابات. وها نحن اليوم نوسع نطاق استخدامنا لهذه التقنية لمتابعة سبل توريد القهوة والكاكاو، وهما اثنان من المكونات بالغة الأهمية لمنتجاتنا التي يعشقها الجميع". وبالاستفادة من خدمات المتابعة عبر الأقمار الصناعية، تعتزم نستله تقييم المخاطر في المناطق التي تستورد منتجاتها منها. وبدءاً من الأمريكيتين إلى مختلف أرجاء العالم، سيتيح ذلك لشركة نستله اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة للحصول على هذه المواد الأولية بأسلوب مستدام.
وأوضح فريكسي: " لا يمكن تحقيق مستقبل إيجابي للغابات إلا عندما يكون الإنتاج الزراعي وتجديد الغابات في وئام، ومن شأن تغيير أساليب الزراعة والتوريد والاستهلاك أن يضمن لنا سلامة الموارد الغذائية وكفايتها في المستقبل. وبالتالي، يتعين علينا تحقيق ذلك عبر إثراء المساحات التي تغطيها الأشجار، ومساعدة المناخ على الاستقرار وتحسين حياة المزارعين والمجتمعات".
وضمن سلسلة توريد زيت النخيل التابعة لها، أتمت نستله Forest Footprint pilot تجربة بصمة الغابات في مقاطعة آتشيه في سومطرة الشمالية، أندونيسيا. واستهدفت التجربة رصد ممارسات إزالة الغابات واكتساب فهم أفضل للمخاطر المحدقة بالغابات وأراضي الخث، وكذلك حقوق الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. ومن خلال فهم هذه العوامل المؤثرة والقضايا، تتمتع الشركة بقدرة أفضل على تطبيق استراتيجيات ذات كفاءة عالية ومواتية للمستقبل.
وستعمل نستله على نشر نهج" مستقبل إيجابي للغابات" بين مورديها لتحويل المخاطر إلى فرص وتأسيس موارد طبيعية وسبل عيش مستدامة، حيث ستقوم بمكافأة الموردين على جهودهم البيئية من خلال شراء كميات أكبر وعبر عقود طويلة الأمد ودفع الأقساط والمشاركة في الاستثمارات ضمن برامج تعزز جهود الحفاظ على الغابات واستعادتها.
واختتم بطاطو: " لا يمكن تحقيق مبادرة ’مستقبل إيجابي للغابات‘ الا اذا تعاوننا مع المزارعين والمجتمعات المحلية، وشركائنا في القطاع، والمؤسسات الحكومية والجهات المناصرة للطبيعة، لإطلاق حلول شاملة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وسيعود هذا التعاون بالعديد من الفوائد، ومنها تأسيس مجتمعات وسبل عيش أكثر مرونة، وأنظمة غذائية أكثر استدامة، والوصول في نهاية المطاف إلى كوكب أكثر صحة وعافية".