استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة بمسمى " السوشيال ميديا " تخريج أجيال تعاني من نقص عقلي وفكري وثقافي نظراً لما تقدمه هذه المواقع من معلومات سطحية وغير مكتملة وكذلك الشائعات والاخبار الكاذبة كما أنها أفرزت جيل يفتقد للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية وذلك لما تسببت فيه من اختصار الحياة الاجتماعية والتواصل بين أفراد الأسرة ومع زيادة كم المعلومات الغير دقيقة والمشوشة جعلت عقول هؤلاء الشباب خاوية وعاجزة عن تقديم أية حلول لأية مشاكل تواجهه.

والتساؤل الذى يطرح نفسه بقوة ..هل نجحت السوشيال ميديا المتمثلة في عشرات مواقع التواصل الاجتماعي المستحدثة خلال العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين في طمس هوية دول وثقافات أعمارها آلاف من السنوات ؟! هل نجحت في جعل عقول أبنائها وبناتها خاوية ؟

في حقيقة الأمر نعم نجحت.. فعندما تستطيع مواقع بعينها ( من خلال تقديم بعض خدمات الترفيه والتسلية والتواصل الاجتماعي التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب ) في السيطرة على جميع البيانات للحكومات والافراد وتجميعها في مراكز بيانات ضخمة خاصة بإدارة هذه الشركات لاستخدامها فيما بعد في حروب إلكترونية ضد هذه الدول تكون بالفعل قد نجحت ) .

ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بعض الحكومات للدول المعتدية أو العصابات باستخدام المعلومات والبيانات التي تحصل عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين ما يسمي بالهندسة الاجتماعية من أجل معرفة سلوك اتجاهات الشعوب ونقاط القوة والضعف لدي هذه الدول .

كما تستخدم المعلومات والبيانات المسجلة على هذه الوسائل عندما تقوم العصابات بإقناع الضحايا بإجراء عمليات مالية غير مشروعة، مثل تقديم معلومات الحساب البنكي أو كلمات المرور لمواقع الويب، ايضا الاختراق الإلكتروني والذي يمكن تطويعها به للحصول على الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر المحمية، مثل استغلال الثغرات الأمنية، أو إغراء المستخدمين بالنقر على روابط خبيثة، كذلك الاختراق الذهني والذي يمكن به استخدام الهندسة الاجتماعية لتحفيز التصرفات المعينة في الأفراد، مثل إقناعهم بإعطاء معلومات حساسة أو القيام بأنشطة غير مشروعة وغير قانونية .

وللسوشيال ميديا أضرار عدة مع مرور الوقت مثل زيادة القلق والاكتئاب خاصة وأن البقاء طويلاً في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل سلبي على حالتك المزاجية ويؤدي لظهور أعراض القلق والاكتئاب.
كما أن هناك جماعات متطرفة تستغل مواقع السوشيال ميديا في نشر الشائعات والاخبار الكاذبة كما أنها تؤدي للعزلة والانطواء.