قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورسائله في عيد العلم تهيء مصر لإستقبال الإنتقال التاريخي للعلم


العلم والمعرفة والمهارات تقف اليوم وحدها كمصدر وحيد للأفضلية والمقارنة والتقدم بين الأمم ، حيث لا يمكن إبتكار المستقبل ، ولكن الأمر متعلق بالمعرفة المتراكمة والإمكانيات العديدة والإختصاصات المتنوعة ، والمستقبل غير المحدود للعلم والتكنولوجيا.
ولهذا فقد شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ خلال احتفال مصر اليوم بعيد العلم ، وتكريمه لعلمائها وأوائل الشهادات العامة ـ على حتمية أن يتبوأ العلم مكانته في بلادنا ، ويصبح على قمة هرم الأولويات ، محذرا من أن الغد أشد بأسا من الأمس ، ومطالبا العلماء والباحثين بالمساهمة الفاعلة في صناعة مستقبل أفضل لمصر التي تنتظر منهم مزيدا من الجهد والعمل والإبداع.
ثلاثة قرارات و7 رسائل رئاسية خرج بها مجتمع البحث العلمي فائزا من إحتفال اليوم بعيد العلم ، حيث تضمنت إنشاء صندوق لرعاية المبتكرين وإنشاء 4 جوائز جديدة في الزراعة والدواء والطاقة والمياه بقيمة مليون جنيه ، بالاضافة الى زيادة الإنفاق الحكومي على البحث العلمي والتطوير.
تغيرات سريعة ومدهشة ليست في الكم فقط ، ولكنها آلام المخاض لمولد عصر جديد من العلم والتكنولوجيا يترقب العالم خروجه الى النور في أعقاب الثورة التكنولوجية التي يعيشها حاليا ، والتي قلبت أساليب الحياة بكاملها رأسا على عقب ، تمهيدا لنشوء ثورة علمية جديدة ، حيث سيكون لتسارع العلم والتكنولوجيا في القرن الحالي تأثيرات واسعة في ثروة الأمم ومستوى معيشتها.
ويتنبأ العلماء بانفجار علمي لم يسبق له مثيل ، مستندا على الإنتقال التاريخي في الثروة العلمية في القرن الحالي بعيدا عن الأمم التي تمتلك مصادر طبيعية ورأس مال ، حيث ستزدهر دول لأنها وضعت التكنولوجيا في أولوياتها مما أعطاها ميزة تنافسية في السوق العالمية التي تحول فيها رأس المال نفسه الى بضاعة تنتقل خلال العالم بسرعة إلكترونيا.
ورغم صعوبة التنبؤ عندما يكون حول المستقبل ، إلا أن وجود محاور 3 رئيسية للعلم في القرن الماضي (الذرة والكمبيوتر والجينات) ، يمكن أن يرسم ملامح الثورة العلمية القادمة ، وبحلول نهاية القرن العشرين كان العلم قد وصل الى نهاية حقبة كاشفا أسرار الذرة وجزيء الحياة (دى ان ايه) ، ومخترعا الكمبيوتر الإلكتروني ، وبهذه الإكتشافات الثلاثة الرئيسية إنطلقت ثورة الكمبيوتر وتم التوصل الى القوانين الأساسية للمادة والحياة والحوسبة.
هذه المرحلة البطولية من العلم تقترب من نهايتها ، وبدأت معالم مرحلة جديدة في الظهور ، فالعالم على أعتاب ثورة جديدة من المعرفة البشرية التي تتضاعف مرة كل عشر سنوات ، وقد خلف القرن الماضي معرفة علمية أكثر مما خلفه التاريخ البشري بأكمله ، الأمر الذي يعززه تضاعف قدرة الكمبيوتر كل 18 شهرا وقدرة الإنترنت مرة كل عام ، وسلاسل (دى ان ايه) التي يمكن تحليلها مرة كل عامين ، تطورات جديدة في مجالات الكمبيوتر والإتصالات والتكنولوجيا وإستكشاف الفضاء مرشحة لتكون مفردات الثورة العلمية القادمة.
إحياء الإحتفال بعيد العلم مرة أخرى بعد توقف دام حوالي 3 سنوات علامة فارقة تؤكد إهتمام الدولة بالعلم والعلماء ، بعدما مهد الدستور المصري 2014 الطريق أمام شباب مصر وعلمائها ، كافلا حرية البحث العلمي ، وألزم الدولة برعاية الباحثين والمخترعين ، وضمن حقوق الملكية الفكرية ، وقد قامت السلطة التنفيذية ، وتقوم ، بدعم جهود وأنشطة البحث العلمي باستمرار.
كما يأتي هذا الإحتفال تقديرا لجهود العلماء على مدى سنوات طويلة لإرساء مدارس علمية في البحوث الطبية مثل علاجات (فيروس سى) ومكافحة الأمراض الوبائية ، وفي البحوث الزراعية ، بالإضافة إلى إبتكار مركبات كيميائية في مجالات صناعية ومعالجة المياه وتلوث الهواء.